الرّضاعة الطبيعيّة يبدأ الطّفل الصغير حياته عندما يخرج للنّور بعد حملٍ مدته تسعة أشهر، ومن هذه اللحظة حتى يبلغ عامه الأول يكون مصدر غذائه الوحيد هو الرّضاعة الطبيعيّة، ولا يعرف عن الأطعمة الأخرى سوى القليل جداً. تُعتبر الرّضاعة عند الأطفال مصدراً غذائياً مهماً لا بديل عنها أبداً، وعلى الرّغم من الدراسات الكثيرة التي أجريت على حليب الأم، والمحاولات الكثيرة التي تمّت من أجل تصنيع حليبٍ يُشبه في عناصره ومكوّناته الغذائية حليب الأمّ إلا أنّ جميع المحاولات باءت بالفشل.
تُعتبر الرّضاعة لكلٍّ من الأمّ والطفل علاقةً وثيقةً، ومصدراً للحنان والأمان الذي يبحث عنه الطفل، ويرغب به دائماً. عندما يحين الوقت للبدء بفطام الطّفل تشعر الأمّ بالكثير من الصعوبة والحزن والذنب تجاه هذه الخطوة الحاسمة من حياة الطفل؛ لينخرط في المرحلة الثانية من مراحل الطفولة.
عملية الفطام تسهيلاً لعملية الفطام، على الأمّ أن تكون واثقةً من هذه الخطوة وألّا ترجع فيها؛ لتجنّب زيادة الصعوبة على الطفل وعليها أيضاً، ويجب أن تكون حاسمةً في قرارها، وينتج هذا الإصرار عندما يكون الطفل قادراً على تناول الأطعمة المنزلية كباقي أفراد الأسرة، ويتناول العصائر الطبيعية والحليب الصناعي كوجباتٍ غذائيةٍ بجانب الرّضاعة الطبيعيّة.
وتبدأ مرحلة الفطام التدريجي بشكل لا إرادي، عندما تبدأ الأمّ بإدخال الأطعمة المسلوقة من خضار وفاكهة في عمر الستة أشهر من حياة الطفل، ثم تبدأ بالأطعمة حسب التسلسل الغذائي المُخصّص لتغذية الرضّع، وتنتهي السلسلة عندما يُصبح عمر الطفل عاماً ونصف؛ ففي هذه الأوقات يكون الطّفل متمكّناً بشكلٍ جيدٍ من جميع الأطعمة، ولا مانع لديه من أن ينام دون أن يحصل على وجبة حليبٍ من أمّه، لأنّه بهذا العمر تُصبح الرّضاعة مجرّد عادةٍ تعوّد أن يحصل عليها متى شاء، ولن تجد الأمّ أيّ صعوبةٍ في هذه الحالة.
طريقة الفطام - البداية تكون في تنظيم عدد الرّضاعات، ومعرفة الأوقات التي تتمّ فيها الرّضاعة، ثمّ التخفيف من الرّضعات النهارية بشكلٍ تدريجي؛ أي استبدال إحدى الرّضعات بكأس من العصير، أو زجاجة حليب صناعي، وبهذه الطريقة خففي عدد الرضعات خلال النهار لتكون واحدةً فقط، بشرط ألّا تُعطي الطفل في كلّ مرة زجاجة حليب صناعي؛ لتتجنبي تعلّقه بها كثيراً، وإنّما حاولي التنويع في البدائل بين الأطعمة والعصائر.
- استمرّي بالرّضاعة من كلا الثديين في الرّضعة الواحدة المتبقية خلال النّهار؛ حتى تشعري أنّ كمية إدرار الحليب قد أصبحت خفيفة، ثم أعطيه آخر رضعة عند النوم، وبعد مرور يومين من انتظامه بعدم تناول أيّ من الرضاعات خلال النهار، وذا لم تشعري بأيّ من المضاعفات على صحة الطفل باشري بالتخفيف والتنظيم في عدد رضعات الليل، واتّبعي نفس الخطوات في ترك الثديين خلال النهار، وحاولي أن تجعلي الماء أحد البدائل الأساسية عند استيقاظه من النوم، والبكاء طالباً الرضاعة، ولكن عليك أن تصبري؛ لأنّه سيبكي ويصرخ لمدّة طويلة، ولكنه سوف يهدأ عندما لا يجد لصراخه سبيلاً، وحاولي تهدئته بالحديث معه أو إعطائه الماء واللعب معه حتى لو كان الوقت متاخّراً.
- بعد مرور ثلاثة أيام سوف يتعوّد الطفل على عدم وجود الرضاعة في حياته، وسينام بهدوء، وتُعتبر الليلة الرابعة منذ بداية الفطام خلال الليل هي الأولى التي ينام بها الطّفل من الليل حتى الصباح دون أن يستيقظ طالباً الحليب، وإذا حدث واستيقظ يكون في هذه الحالة عطشاً ويحتاج إلى القليل من الماء.
- يحتاج الطفل لنسيان الرضاعة بشكل نهائي مدة شهر؛ لذا عليك أن تكوني حريصةً على عدم خلع ملابسك أمامه أو كشف منطقة الصدر، ويُفضّل ارتداء ملابس ذات قبّة عالية أو مغلقة من الأمام؛ لمساعدة الطفل على النسيان، وحاولي الّلهو والّلعب معه قدر الإمكان، ولا تُبعدي الطفل عنك في هذه الأوقات كي لا تتولّد عند الطفل حالة من الخوف والقلق، وعدم الشعور بالأمان، وعدم الثقة بمن حوله.